
بعد أكثر من 20 عامًا على إصدار Metal Gear Solid 3 الأصلي، تعود واحدة من أعظم ألعاب التخفي في التاريخ بنسخة ريميك تحمل اسم Metal Gear Solid Δ: Snake Eater. السؤال الأهم: هل استطاعت كونامي إحياء التحفة الكلاسيكية بطريقة تواكب الجيل الحالي، أم اكتفت بطلاء حديث على لعبة قديمة؟
في المراجعة هذا سوف نوضح كافة الأموار حول لعبة Metal Gear Solid Δ: Snake Eater.
القصة والعرض السينمائي:
أحداث Metal Gear Solid Δ: Snake Eater بتاخدنا لبداية ملحمية في زمن الحرب الباردة، وتُعتبر نقطة الانطلاق الحقيقية لملحمة Big Boss. القصة بتحكي عن العميل الأمريكي Naked Snake اللي بيتكلف بمهمة سرية في الغابات الروسية للقبض على العالم المنشق Sokolov ومنع تطوير سلاح نووي جديد يُهدد التوازن العالمي.
لكن سرعان ما تتحول المهمة إلى صراع شخصي مؤلم، بعدما يلاقي نفسه في مواجهة مع معلمته وأمه الروحية The Boss، اللي خانت وطنها وانضمت للجانب الآخر. الصراع بينهم مش مجرد قتال، لكنه درس عميق عن الولاء، الخيانة، والتضحية من أجل فكرة أكبر من الفرد.
- المشاهد السينمائية: أُعيد تصويرها بالكامل بجودة عالية مع الحفاظ على زوايا الكاميرا واللحظات الأيقونية.
- الإخراج: الأسلوب السينمائي الكلاسيكي المميز لـ Kojima ما زال حاضراً، مع لمسات تقنية حديثة تجعل كل لقطة أقرب إلى مشهد من فيلم.
- القوة العاطفية: علاقة Snake بـ The Boss تُعد من أكثر القصص تأثيراً في تاريخ الألعاب، وتجعل النهاية من اللحظات التي لا تُنسى.
العرض السينمائي هنا هو أكبر نقاط القوة، إذ تمت إعادة بناء المشاهد بالكامل بجودة بصرية مذهلة، مع تحسينات على التمثيل الحركي والإضاءة التي تجعل كل لحظة تبدو وكأنها فيلم سينمائي عالي الإنتاج.
أسلوب اللعب والتخفي:
اللعبة ما زالت تحافظ على جوهر MGS3: التخفي عبر التمويه، استخدام البيئة كسلاح، والاعتماد على ميكانيكيات البقاء مثل الجوع وعلاج الإصابات خطوة بخطوة. التعديلات الطفيفة مثل قائمة التمويه السريعة والكاميرا الحديثة تجعل اللعب أكثر سلاسة.
- التمويه (Camo System): ما زلت تحتاج لتبديل الزي وطلاء الوجه حسب البيئة، لكن الواجهة أصبحت أسهل وأسرع.
- العلاج اليدوي (Cure System): الإصابات تتطلب منك تضميد الجروح أو إزالة الرصاص بنفسك، مما يضيف عمقاً وواقعية للتجربة.
- القتال القريب (CQC): ما زال محدوداً بعض الشيء، لكنه محسّن بصرياً، مع أن الذكاء الاصطناعي للأعداء لم يتطور بالشكل المتوقع.
- الزعماء (Boss Fights): المواجهات الشهيرة مثل The End وThe Fury ما زالت ملحمية كما نتذكرها، وتبقى لحظات لا تُنسى في تاريخ ألعاب الفيديو.
الجوانب التقنية:
الجرافيكس يُعتبر أكبر قفزة هنا. البيئات الغابوية، الأمطار، الإضاءة الديناميكية، وحتى الحيوانات البرية – كلها أعيد تصورها لتبدو نابضة بالحياة. ومع ذلك، الأداء ليس مثالياً، إذ يعاني أحياناً من هبوط في معدل الإطارات، خصوصاً على PS5 العادي، بينما تعمل التجربة بسلاسة أكبر على Xbox Series X.
-
البيئات: الغابات الكثيفة مليانة تفاصيل دقيقة زي حركة الأشجار، الأمطار، وحتى الحشرات، وبتدي إحساس واقعي بالبرية الروسية.
-
الإضاءة الديناميكية: نظام الإضاءة بيدي واقعية رهيبة، خصوصًا في المشاهد الليلية أو وقت الغروب.
-
التفاصيل الصغيرة: أسلحة Snake، أثر الطين على الملابس، وتفاعل العناصر البيئية مع الحركة كلها محسّنة بشكل كبير.
-
الأداء: رغم القفزة الرسومية، الأداء مش مثالي. اللعبة بتعاني من هبوط معدل الإطارات أحيانًا على PS5 العادي، لكن التجربة أكثر ثباتًا على Xbox Series X، بينما نسخة الحاسب الشخصي بتعتمد بشكل كبير على مواصفات جهازك.
الصوت والموسيقى:
الصوت عنصر محوري في تجربة التخفي، وكونامي ركزت هنا على إحياء الجو الكلاسيكي مع تحسين الجودة:
-
الموسيقى: الألحان الشهيرة مثل Snake Eater رجعت بنفس الروح لكن مع توزيع أوضح وأعمق.
-
الأصوات البيئية: أصوات الرياح، حركة الأشجار، خرير الماء وخطوات الأعداء حوالينك بتدي إحساس واقعي يساعدك في التخفي.
-
الأداء الصوتي للشخصيات: نفس الأصوات الكلاسيكية رجعت، وده بيدي وفاء للأصل ويخلي التجربة nostalgically immersive.
-
التقنيات الجديدة: تم تحسين الـ 3D Audio بحيث تقدر تحدد اتجاه صوت العدو أو الطلقات بدقة، وده مفيد جدًا في أسلوب اللعب القائم على التخفي.
هل كان الريميك ضرورياً؟
رغم أن النسخة الجديدة تُعد الأكثر اكتمالاً، إلا أنها لا تقدم إضافات كبرى مقارنة بالنسخ المتوفرة أصلاً. على عكس ريميك Silent Hill 2 الذي جدد التجربة مع ألغاز ومحتوى جديد، يبدو أن كونامي اختارت الأمان: إعادة رسم لوحة كلاسيكية بدل إعادة تصورها.
الإيجابيات والسلبيات:
الإيجابيات
-
رسوميات محسنة بشكل رائع.
-
أسلوب التخفي ما زال مبتكراً ومتعة لا تنتهي.
-
الحفاظ على روح وأجواء القصة الأصلية.
-
بيئات غامرة ومؤثرات سينمائية قوية.
السلبيات
-
قليل جداً من الإضافات الجديدة.
-
الأداء غير مستقر أحياناً.
-
القتال القريب ما زال محدوداً.
-
قد يكون مربكاً للوافدين الجدد بسبب ثقل المرجعيات والرموز.
Metal Gear Solid Δ: Snake Eater هو ريميك مذهل بصرياً ووفٍ للأصل لدرجة أنه لا يضيف ما يكفي لتبرير إعادة صنعه بالكامل. لمحبي اللعبة الأصلية، هي فرصة للاستمتاع بها بجودة عصرية. لكن لمن يبحث عن تجربة جديدة، قد تبدو أقرب إلى نسخة محسّنة أكثر من كونها إعادة ابتكار.
إقرأ المزيد: مراجعة لعبة Senua’s Saga: Hellblade II على PS5 – تجربة سينمائية لا تُنسى
الرأي النهائي
تحفة فنية - 9.5
9.5
تحفة فنية
Metal Gear Solid Δ: Snake Eater تعيد تقديم واحدة من أعظم قصص الألعاب في قالب حديث يجمع بين الرسوم المبهرة والإخراج السينمائي المذهل. القصة المؤثرة عن الولاء والخيانة تظل جوهر التجربة، مدعومة بشخصيات قوية وأجواء مشحونة بالتوتر. رغم وفائها للأصل، يظل العمل أقرب لإعادة إحياء أسطورية لا تُنسى.