تعتبر لعبة Kingdom Come Deliverance 2 من أبرز ألعاب آر بي جي على منصة PS5، حيث قدمت تجربة فريدة تميزت بالواقعية والدقة في تقديم عالم القرون الوسطى. هذه اللعبة ليست مجرد لعبة تقليدية، بل هي واحدة من أفضل ألعاب الجيل الحالي في رأيي. في هذا المقال، نستعرض أبرز ملامح اللعبة الجديدة ونكتشف سوياً ما إذا كانت تستحق مكانتها في قائمة الألعاب التي لا تُنسى.
محور القصة والعالم
بعد أحداث الجزء الأول، يظهر هنري، بطل اللعبة، وهو في مهمة سرية برفقة سير هانس كابون، النبيل الذي يعد صديقًا مقربًا له. الهدف هو إقناع أحد النبلاء بتغيير ولائه والانضمام إلى جانب الملك وينسلاوس الرابع ضد الملك سيغيسموند الغازي.
يتم الهجوم على المجموعة من قبل قُطاع الطرق، مما يؤدي إلى فقدان هنري لجميع ممتلكاته وإصابته بجروح. تنطلق القصة من هذه النقطة لتبدأ رحلة هنري في إعادة بناء مهاراته وأدواته. ما يميز هذه اللعبة عن غيرها هو التفاصيل العميقة التي تسردها الأحداث الجانبية والمهام الفرعية، مما يمنح اللاعبين فرصة لتشكيل قصتهم الخاصة داخل عالم بوهيميا المتنوع.
الأنظمة واللعب: تحسينات ملحوظة على آليات اللعبة
تتمحور اللعبة حول مبدأ “التعلم بالتجربة” الذي أصبح أكثر سلاسة في الجزء الثاني مقارنة بالجزء الأول. من خلال القتال، والقراءة، والحوار، والتدريب، يتطور هنري تدريجيًا ليصبح أكثر مهارة في كل جانب من جوانب الحياة. على الرغم من أن هذه الآليات قد تكون صعبة في البداية، إلا أن المكافآت التي تجنيها تجعل كل لحظة ممتعة وتستحق الانتظار.
من أبرز التحسينات التي أُدخلت على اللعبة هو نظام القتال، الذي أصبح أكثر دقة وواقعية، مع إضافة أنظمة جديدة تسمح لك باستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة. كما أن استخدام الأسلحة النارية، رغم أنها ليست مثالية، يقدم تجربة ممتعة تضفي تنوعًا على أسلوب اللعب.
الرسومات والتقنيات: أداء مذهل على PS5
على الرغم من أن Warhorse ليست من الشركات التي تستخدم أحدث تقنيات الرسوميات، إلا أن Kingdom Come Deliverance 2 تتمتع بعالم مذهل بصريًا. البيئة المحيطة، مثل الغابات والقرى، مُصممة بدقة عالية، مما يجعل الاستكشاف تجربة ممتعة. وتعد الرسومات الواقعية للمعمار والضوء أحد أهم جوانب هذه اللعبة التي تساهم في تعزيز أجواء العصور الوسطى.
وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل التقنية مثل الأعطال أثناء حصار القلاع أو التباطؤ عند وجود الكثير من الأعداء على الشاشة، فإن الأداء العام كان جيدًا بالنسبة لمعظم الوقت، مما يجعل اللعبة قابلة للعب دون مشاكل كبيرة.
الشخصيات والعلاقات: تفاعل جذاب ومؤثر
شخصية هنري وطريقته في التفاعل مع الشخصيات الأخرى تُعتبر من أقوى عناصر اللعبة. العلاقات التي يبنيها مع شخصيات مثل سير هانس كابون تضيف بُعدًا إنسانيًا عميقًا.
تتراوح التفاعلات بين الفكاهة والجادة، مما يعزز من قوة القصة ويجعلها أكثر متعة. كما أن اللعبة تقدم مجموعة متنوعة من الشخصيات الجديدة التي تضفي طابعًا مميزًا على كل مهمة.
التحديات والإنجازات: رحلة لا نهاية لها
تعتبر قائمة الجوائز في Kingdom Come Deliverance 2 أكثر تنوعًا مما كانت عليه في الجزء الأول. يتطلب منك إكمال معظم المهام الجانبية والبحث عن الأسرار المخفية في كل زاوية من عالم اللعبة، مما يضيف المزيد من الوقت والتحدي للاعبين الذين يسعون للحصول على كل الإنجازات.
الرأي النهائي
التقييم العام: 9/10
الإيجابيات (Pros):
- عمق كبير في القصة، المهام، والأنظمة: تحتوي اللعبة على قصة رائعة ومهام متقنة تعزز من تجربة اللاعب. الأنظمة المختلفة مثل القتال والتفاعل مع الشخصيات تضيف عمقًا كبيرًا للعبة.
- عالم مذهل وأجواء رائعة: البيئة التي تقدمها اللعبة رائعة مع تفاصيل دقيقة للعالم المفتوح، من القرى إلى الغابات، مما يجعلها تجربة بصرية غامرة.
- قتال قوي: يوفر نظام القتال في اللعبة تحديًا ممتعًا وديناميكية عالية، مع تنوع في الأسلحة وأساليب القتال مما يجعله مشوقًا.
السلبيات (Cons):
- مشاكل التقنية مثل الأخطاء والخلل أثناء المعارك الكبيرة: قد تواجه اللعبة بعض الأعطال التقنية، خاصةً أثناء المعارك الكبيرة، مما يؤثر على سلاسة التجربة.
- المهام لا تقدم دائمًا الحرية المتوقعة: بالرغم من أن اللعبة تقدم العديد من الخيارات والأنشطة، إلا أن بعض المهام قد لا توفر الحرية التامة التي يتوقعها اللاعب، مما قد يشعره بالحدود في اختياراته.
في النهاية، Kingdom Come Deliverance 2 ليست فقط لعبة آر بي جي قوية، بل هي تجربة فريدة تجمع بين عمق السرد، والعالم المفتوح، والتحديات المتنوعة. مع كل تحديث وتحسين، أصبحت اللعبة أقرب إلى المثالية. بفضل تصميمها العميق والمتقن، تأخذنا هذه اللعبة في رحلة ممتعة عبر عالم قرون الوسطى بطريقة لم يسبق لها مثيل. إذا كنت من محبي ألعاب آر بي جي والقصص العميقة، فإن هذه اللعبة ستكون بلا شك واحدة من أفضل اختياراتك.
