مراجعة Monster Hunter Wilds – عودة الصياد بأسلوب جديد

هل تخيلت يومًا أن تخوض مغامرة صيد وحوش في عالم مفتوح ينبض بالحياة والتفاصيل الساحرة؟ Monster Hunter Wilds ليست مجرد جزء جديد في السلسلة، بل تجربة جريئة تعيد صياغة القواعد. من أسلوب القتال المتقن إلى الوحوش المصممة بعبقرية، اللعبة تقدم مغامرة ستأسرك… لكن هل ترتقي لتوقعات اللاعبين؟ إليك المراجعة الكاملة.

القصة:-

في Monster Hunter Wilds، تلعب دور صياد يتم إرساله لاستكشاف “الأراضي المحرّمة”، وهي منطقة نائية كان يُعتقد سابقًا أنها غير صالحة للعيش. يتغير كل شيء عندما يظهر فتى غامض يُدعى ناتا، قادم من قبيلة تعيش في تلك الأراضي المحرّمة.

تبدأ رحلتك لكشف غموض هذا المكان ومساعدة شعب ناتا، ولكن القصة تتقدم بشكل خطي جدًا، وغالبًا ما تشعر كأنها مقدمة طويلة لما بعد نهاية اللعبة.رغم ذلك، هناك اهتمام أكبر من المعتاد بالشخصيات وتفاصيلهم، مما يجعلها أكثر إنسانية وقربًا من اللاعب، حتى لو لم تكن القصة في حد ذاتها مبهرة.

نظرة عامة على Monster Hunter Wilds

الشخصيات:-

في Monster Hunter Wilds، تشهد السلسلة تطورًا ملحوظًا من حيث الاهتمام بالشخصيات وسرد القصة. لأول مرة منذ سنوات، يشعر اللاعب بأن هناك طاقم شخصيات فعلي يرافقه خلال رحلته، وليس مجرد وجوه تظهر لتقديم التعليمات أو فتح المهام. أبرز هذه الشخصيات هو ناتا، الفتى الغامض القادم من منطقة نائية والذي يحمل في داخله الكثير من التساؤلات والمفاجآت.

بجانب ناتا، هناك مجموعة من الصيادين الآخرين الذين يشاركونك التحقيق في أسرار “الأراضي المحرّمة”. وعلى عكس الأجزاء السابقة التي كانت تكتفي بتقديم شخصيات سطحية، نلاحظ هنا محاولات واضحة لبناء علاقات وتفاعل حقيقي بين الأبطال. كل شخصية تملك طابعًا خاصًا وردود فعل مختلفة، مما يضفي روحًا إنسانية على مجريات القصة.

طريقة اللعب:-

اللعبة تغيّرت جذريًا. لم تعد مضطرًا للدخول في المهام من مركز العمليات كما تعودنا. الآن، يمكنك الخروج مباشرة إلى العالم المفتوح، مواجهة الوحوش في أي وقت، والبقاء في الطبيعة لساعات. هذا التغيير يجعل التجربة أكثر انسيابية، لكنه أيضًا متعب أحيانًا بسبب غياب فترات الراحة بين المهمات.

نظام القتال تطوّر، حيث أُضيفت آليات جديدة مثل التركيز (Focus) والجروح (Wounds)، ما يسمح لك باستهداف مناطق معينة من الوحش لإحداث ضرر أكبر وفرصة إسقاط قطع نادرة. في المجمل نظام اللعب في Monster Hunter Wilds ممتع ويشجع على الاستكشاف والتجربة.

التغييرات الرئيسية:-

• تصميم العالم: خرائط ضخمة ومتنوعة، متصلة ببعضها دون شاشات تحميل.

• التفاعل مع البيئة: geysers نارية، صخور قابلة للانهيار، وفخاخ طبيعية يمكن استغلالها.

• الوحوش: مزيج مذهل من المخلوقات الجديدة والعائدة، وكل منها يتصرف بطريقة فريدة داخل بيئته.

• نظام البقاء: لا يوجد مطبخ لطهي الطعام في البداية، ولا تتوفر الموارد بسهولة، مما يضيف جانبًا “نجاة” للّعبة.

الرسوميات:-

Monster Hunter Wilds تأخذك في رحلة بصرية وصوتية تُعد من أروع ما شهدته السلسلة حتى الآن. العالم ينبض بالحياة بكل ما فيه؛ النباتات تتمايل مع الرياح، الطيور تحلّق في السماء، والمياه تنساب بتفاصيل مذهلة، تجعل مجرد التجوال متعة في حد ذاته. كل خريطة تحمل طابعها الخاص من حيث الألوان، المناخ، والتنوع البيئي، وكأنك تنتقل بين عوالم خيالية حقيقية.

وعندما نتحدث عن الصوت، فهنا تتجلى عظمة Wilds: الموسيقى ترتفع وتنخفض بانسجام مع سير المعركة، تضربك بالإثارة وقت الخطر، وتحتضنك بالهدوء خلال لحظات السكون. الأصوات المحيطة – من هدير الوحوش إلى همسات الطبيعة – تنقلك إلى قلب العالم وكأنك تعيش فيه حقًا.

لكن رغم هذا الجمال الفني، تأتي المشكلة في الأداء. اللعبة تعاني أحيانًا من هبوط في معدل الإطارات، خاصة خلال اللحظات الحماسية أو أثناء المعارك مع الوحوش الكبرى. تلك التقطيعات قد تُفقد اللاعب الإحساس الكامل بالانغماس، وتُضعف من روعة اللحظة. من المؤسف أن لعبة بهذا الإبداع البصري لا تقدم أداءً مستقرًا في كل الأوقات.

✅ المميزات:

• عالم مفتوح حقيقي وجذاب

• نظام قتال عميق وجديد

• تنوع رائع في الوحوش والخرائط

• موسيقى وتصميم صوتي ممتاز

❌ العيوب:

• القصة خطية أكثر من اللازم

• مشاكل في الأداء التقني

• قلة فترات الراحة قد ترهق اللاعب

Monster Hunter Wilds ليست مجرد جزء جديد، بل إعادة تعريف للسلسلة. العالم المفتوح، وتطور القتال، والتوجه القصصي يجعلها مثالية للمبتدئين، وفي الوقت نفسه تحتوي على عمق سيُرضي عشّاق السلسلة القدامى.