منذ تولي ليب بو تان منصب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل في مارس الماضي، بدأت الشركة في تغيير جذري لطريقة تعاملها مع قطاع تصنيع الرقائق. وتتمثل الخطوة الأبرز في إمكانية التوقف عن بيع تقنيات تصنيع معينة، طورتها إنتل داخليًا، للعملاء الخارجيين، وعلى رأسها عملية التصنيع المعروفة باسم 18A.
هذه العملية التي استثمر فيها الرئيس السابق بات غيلسنجر مليارات الدولارات، كانت تُعتبر جزءًا أساسيًا من خطة إنتل لاستعادة مكانتها التنافسية أمام شركات كبرى مثل TSMC. لكن مشاكل التأخير المتكررة في التنفيذ قللت من جاذبيتها، وهو ما دفع الإدارة الجديدة لإعادة النظر في مستقبلها.
ليب بو تان يسعى الآن لوقف تقديم هذه التقنية للعملاء الجدد، في محاولة لتقليل التكاليف وتعزيز ثقة العملاء الكبار مثل Apple وNVIDIA. ويرى تان أن التركيز على عملية 14A الجديدة سيساعد إنتل في استعادة حصتها السوقية التي فقدتها لصالح TSMC، التي تسير بخطى ثابتة في تطوير تقنياتها المتقدمة مثل N2.
لكن قرار إيقاف بيع 18A قد يُكلّف الشركة مبالغ طائلة، حيث من المتوقع أن تضطر إنتل إلى شطب استثمارات ضخمة تصل إلى مئات الملايين أو حتى مليارات الدولارات. ورغم ذلك، يبدو أن الإدارة الجديدة مستعدة لدفع هذا الثمن مقابل تسريع الانتقال إلى الجيل التالي من تقنيات التصنيع.
جدير بالذكر أن إنتل لن تُوقف استخدام 18A بشكل كامل، بل ستواصل تصنيع الرقائق باستخدام هذه التقنية للعملاء الذين تم الاتفاق معهم مسبقًا، مثل أمازون ومايكروسوفت. السبب في ذلك يعود إلى أن عملية 14A لم تكتمل بعد، ولا يمكن تنفيذها في الوقت المناسب لتلبية هذه العقود.
المخاوف الأساسية التي تواجه هذه الخطوة تتعلق بسرعة تطوير عملية 14A، خاصة أن العملاء الكبار يتطلبون جداول زمنية دقيقة وتكنولوجيا متطورة. وإذا لم تتمكن إنتل من الالتزام بهذه التوقعات، فقد تخسر فرصًا ثمينة أمام منافسيها.
منذ عام 2016، استثمرت إنتل نحو 200 مليار دولار في بناء مصانع جديدة وأبحاث وتطوير داخل الولايات المتحدة، منها 16.5 مليار دولار خصصت فقط للبحث والتطوير. هذه الأرقام تؤكد ضخامة الرهان الذي تخوضه الشركة لإعادة تموضعها في سوق صناعة الرقائق.
المصادر المقربة من الإدارة كشفت أن اقتراح تان سيتم طرحه في الاجتماع القادم لمجلس الإدارة، ومن المحتمل أن يُحدث هذا التحول نقاشًا كبيرًا داخل الشركة، خصوصًا أنه يحمل تداعيات استراتيجية بعيدة المدى.
أقرأ المزيد: تصريح رسمي يحسم الجدل حول مستقبل رئيس Xbox فيل سبنسر
