بعد 12 عامًا من الإطلاق الأول، أصبحت لعبة GTA 5 متوفرة رسميًا للشراء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك على أجهزة PlayStation 5 اعتبارًا من 17 يوليو. الإعلان تم عبر الصفحة الرسمية لـ PlayStation Arabia على منصة X، وهو ما اعتبره كثيرون خطوة مفاجئة بعد سنوات من الحظر غير المعلن.
اللعبة لطالما كانت موضوعًا حساسًا في المنطقة، نظرًا لمحتواها المثير للجدل الذي يشمل مشاهد عنف، وجرائم، وسلوكيات غير مناسبة بحسب المعايير الثقافية والاجتماعية المحلية. هذا ما دفع هيئات التصنيف في البلدين إلى اتخاذ قرار غير مسبوق يتمثل في وضع تصنيف +21، وهو تصنيف لم يُستخدم من قبل لأي لعبة في العالم.
هذا التصنيف يعكس إدراكًا رسميًا بأن المحتوى لا يتناسب مع فئة الشباب، حتى من تجاوزوا سن 18، وهو ما يشير إلى رغبة السلطات في تقنين الوصول إلى اللعبة بدلًا من الاستمرار في منعها الكامل. لكن رغم ذلك، لم يكن الجميع مرحّبًا بهذه الخطوة، حيث شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة من الجدل والانقسام بين مرحّب ومعارض.
أحد المستخدمين علّق ساخرًا: “إذا صارت اللعبة +21، هل هذا يعني أنها أصبحت حلال؟ يا إما تشيلوا مشاهد النوادي واللقطات الإباحية، يا إما وفروا مجهودكم.” تعليق آخر أشار إلى مشكلة كبيرة في الإطلاق الرسمي، وهي غياب الترجمة أو التعريب، حيث كتب أحدهم: “وش الفائدة إذا اللعبة كلها إنجليزي؟ أغلب الناس هنا ما يفهمون اللغة.”
في المقابل، هناك من رأى في الإطلاق الرسمي خطوة إيجابية نحو احترام حرية الاختيار، خاصة وأن اللعبة كانت متاحة بالفعل من خلال وسائل غير رسمية منذ سنوات. التحرك نحو الإتاحة القانونية مع فرض قيود عمرية صارمة يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل الألعاب في المنطقة، وكيف يمكن المواءمة بين الانفتاح الترفيهي والثوابت الاجتماعية.
من جهة أخرى، لم تُعلن Rockstar عن أي دعم خاص للعبة GTA 5 في المنطقة، سواء من حيث الترجمة أو المحتوى المخصص، وهو ما جعل بعض اللاعبين يرون أن الإطلاق لا يعدو كونه “رمزيًا” أو “تجاريًا بحتًا”. ومع ذلك، فإن مجرد الاعتراف الرسمي باللعبة، بعد سنوات من الغياب، يُعتبر بحد ذاته تطورًا لافتًا.
تبقى GTA 5 واحدة من أكثر الألعاب تحقيقًا للمبيعات في التاريخ، ومع هذا الإطلاق في السعودية والإمارات، قد تشهد اللعبة دفعة جديدة من المبيعات، خاصة من قبل اللاعبين الذين كانوا ينتظرون شراءها بشكل رسمي ومحلي. ورغم أن اللعبة قديمة، فإن شعبيتها ما زالت قوية، خصوصًا في طور الأونلاين.
الجدير بالذكر أن التصنيف +21 للعبة GTA 5 قد يُمهّد الطريق لألعاب أخرى مثيرة للجدل لدخول السوق العربية بطريقة قانونية ومنضبطة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل تصنيف الألعاب في المنطقة، وكيفية التوفيق بين متطلبات السوق ومتطلبات المجتمع.
المزيد من الأخبار: