واجهت شركة سوني في السنوات الأخيرة انتقادات واسعة بسبب محاولاتها غير الناجحة للدخول بقوة في سوق الألعاب الخدمية (Live Service). المحلل المالي الشهير مايكل باكتر يرى أن الشركة ارتكبت سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية في عهد الرئيس التنفيذي السابق جيم رايان، أدت إلى إلغاء مشاريع ضخمة مثل لعبة Concord وخسائر في استثمارات بمليارات الدولارات.
صعود فكرة الألعاب الخدمية عند سوني
منذ عام 2019، لاحظت سوني أن محتوى الإضافات وعمليات الشراء داخل الألعاب يحقق عوائد تفوق مبيعات الألعاب التقليدية. ومع طفرة أرباح فترة جائحة كورونا، قررت الشركة أن تخوض مجال الألعاب الخدمية بنفسها، واضعة هدفًا طموحًا: إطلاق 12 لعبة خدمية بحلول مارس 2026.
لكن سرعان ما تبخرت هذه الطموحات مع الفشل المدوي للعبة Concord، التي تم سحبها من السوق بعد فترة قصيرة جدًا من الإطلاق، ما أجبر سوني على إلغاء عدد كبير من مشاريعها.
استحواذ Bungie لم يقدم النتائج المتوقعة
في 2022، أنفقت سوني نحو 3.6 مليار دولار للاستحواذ على استوديو Bungie، مطور Halo وDestiny، بهدف قيادة خطة الألعاب الخدمية. لكن المفارقة أن Concord نفسها اجتازت عملية تقييم “صارمة” من Bungie قبل أن تنتهي إلى الفشل، كما أن استوديو Bungie اضطر لاحقًا لتأجيل لعبته المنتظرة Marathon بسبب مشاكل في الجودة.
مايكل باكتر يرى أن الصفقة كانت خاطئة من الأساس، قائلاً:
“سوني دفعت مليارات لبنجاي، بينما كان من الأجدى شراء شركات متخصصة فعلًا في الألعاب الخدمية مثل King أو Zynga أو Supercell.”
باكتر أشار أيضًا إلى أن سوني فقدت مجموعة من أفضل قادتها خلال الفترة الماضية، مثل أندرو هاوس وشون لايدن، لتحل محلهم قيادة لم تتمكن من مواكبة التحولات في سوق الألعاب.
ويرى أن وضع جيم رايان في قمة بلايستيشن كان أحد أكبر الأخطاء، حيث دفع بالشركة إلى اتخاذ خطوات غير مدروسة مثل إجبار استوديوهاتها المتخصصة في ألعاب القصة الفردية على تطوير مشاريع خدمية لم تنجح.
رغم هذه الإخفاقات، هناك جانب إيجابي في استراتيجية سوني. فقد حققت لعبة Helldivers 2 نجاحًا كبيرًا، حيث باعت أكثر من 12 مليون نسخة، وأصبحت واحدة من أنجح ألعاب الشركة في الجيل الحالي. بل إنها كسرت الحاجز التقليدي وأصبحت أول لعبة خدمية من بلايستيشن تصل إلى أجهزة Xbox.
ختم باكتر قائلاً إن سوني ابتعدت عن ما تجيده تاريخيًا: تطوير الألعاب القصصية الضخمة التي صنعت شهرة بلايستيشن. وبدلاً من تعزيز هذه القوة، حاولت منافسة شركات عملاقة في الألعاب الخدمية دون خبرة كافية، فكانت النتيجة خسائر ضخمة وإغلاق استوديوهات وإلغاء مشاريع.
إقرأ المزيد: سر يجعل لاعبي الألعاب يتركون Intel ويتجهون لـ AMD في معالجات الألعاب