رغم أن الولايات المتحدة تُعدّ مركزًا رئيسيًا لتطور الذكاء الاصطناعي في العالم، فإنها ما زالت تعتمد بشكل كبير على الخارج في إنتاج الرقائق والمعالجات التي تغذي هذه الصناعة المتسارعة. وقد أكد الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia في وقت سابق أن أمريكا تحتاج إلى ما لا يقل عن عقدين من الزمن لتصبح مستقلة في تصنيع الرقائق.
لكن حتى يتحقق ذلك، يبدو أن الصين قد تمتلك ورقة ضغط قوية من خلال قانون تصدير جديد قد يغيّر موازين القوة التقنية عالميًا.
أزمة جديدة تلوح في الأفق
وفقًا لتقرير من رويترز، فرضت الصين قيودًا جديدة على تصدير المواد النادرة المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات، وهو ما قد يؤثر مباشرة على شركات كبرى مثل TSMC، المزود الرئيسي لرقائق Nvidia وAMD وApple.
قانون الجديد يُلزم الشركات بالحصول على ترخيص تصدير خاص عند بيع الرقائق أو المنتجات التي تعتمد على مواد مصدرها الصين. وهذا يمنح بكين قدرة مباشرة على تعطيل سلسلة التوريد العالمية للذكاء الاصطناعي، سواء من خلال تأخير التراخيص أو منعها تمامًا.
تشير التقارير إلى أن الصين تُنتج نحو 90٪ من إجمالي المواد الأرضية النادرة في العالم، وهي مواد أساسية في تصنيع الرقائق الإلكترونية. وبالتالي، يمكن لأي قيود جديدة من الحكومة الصينية أن تُحدث شللًا مؤقتًا في صناعة الذكاء الاصطناعي الأمريكية، خاصة وأن أغلب الرقائق تُصنَّع في تايوان باستخدام مواد مستوردة من الصين.
تأثير مباشر على شركات التكنولوجيا الكبرى
قد تتأثر شركات مثل Nvidia وAMD وApple بشكل مباشر بعد قانون صيني، ما قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع في أسعار الرقائق خلال الفترة المقبلة.
وفي محاولة لتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية، أطلقت شركات أمريكية كبرى مثل OpenAI وAMD شراكات ضخمة تهدف إلى شراء مليارات الدولارات من الرقائق من موردين بدائل، لكن القيود الجديدة قد تُعقّد هذه الجهود.
إذا تم تنفيذ هذه القوانين بشكل صارم، فإن الصين قد تمتلك القدرة على إعادة تشكيل خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية بالكامل. فبينما تسعى أمريكا لتوسيع قدراتها الصناعية الداخلية، يبقى النفوذ الصيني في المواد الخام وسلاسل الإمداد هو العامل الحاسم في معادلة التكنولوجيا الحديثة.
إقرأ المزيد: دراسة جديدة: تسعير GTA 6 بأكثر من 70 دولارًا قد يضر أرباح Rockstar