مراجعة Cronos: The New Dawn – رعب خيال علمي لم يكتمل

بعد أن أثبت فريق Bloober Team قدرته على تقديم تجارب رعب مميزة بفضل نجاح ريميك Silent Hill 2 عام 2024، ارتفعت التوقعات بشدة لمشروعهم الجديد Cronos: The New Dawn. اللعبة وُصفت بأنها مزيج بين الخيال العلمي ورعب البقاء، مع أجواء قاتمة تدور أحداثها بعد كارثة غامضة. ورغم الطموحات الكبيرة، فإن النتيجة النهائية جاءت متفاوتة، حيث قدّمت اللعبة بعض الأفكار المثيرة لكنها لم تنجح في الوصول إلى مستوى المنافسين الكبار.

القصة والأجواء

تبدأ أحداث اللعبة في منطقة Nowa Huta البولندية، بعد تفشي وباء مدمر يُعرف باسم The Change. تلعب بشخصية The Traveler، الذي يسير على خطى “السابِق” لإكمال مهمته وكشف لغز ما حدث. آلية السرد تعتمد على التنقل عبر الشقوق الزمنية التي تسمح لك بالعودة إلى الماضي وجمع الجوهر من أرواح الأشخاص الذين شهدوا بدايات الكارثة.

الفكرة بحد ذاتها مثيرة، لكن التنفيذ لم يكن بالمستوى المطلوب. القصة عانت من بطء الإيقاع ونقص المعلومات التي تبقي اللاعب مشدوداً. شخصية The Traveler بدت باردة وغير مؤثرة، والجملة المتكررة “Such is our calling” لم تترك أثراً عاطفياً عميقاً كما كان الحال في ألعاب مشابهة. النتيجة أن القصة بدت أقل من مستوى الطموحات، خصوصاً مع المقارنة المباشرة بسلاسل مثل Resident Evil أو Dead Space التي تجمع بين الرعب والسرد المتماسك.

أسلوب اللعب

كونها لعبة رعب بقاء، تعتمد Cronos على مزيج من الاستكشاف، إدارة الموارد، والقتال ضد مخلوقات مشوهة.

الاستكشاف وإدارة الموارد

تصميم البيئات يُشجع على البحث الدائم، حيث يمكنك العثور على موارد نادرة وقطع لإصلاح الهياكل أو التلاعب بالجاذبية لإيجاد طرق جديدة. هذا الجانب يُعتبر من أقوى عناصر اللعبة ويمنحها لمسة خيال علمي فريدة.

لكن المشكلة الكبرى تكمن في إدارة الموارد. الذخيرة نادرة ومحدودة، ومع ذلك فإن طريقة توزيعها وتخزينها مربكة. على سبيل المثال، بعض الأسلحة تحتاج كميات لا تتطابق مع حجم المخزون المتاح، مما يجعلك تضطر لاستهلاك خانة إضافية في حقيبتك من أجل رصاصة واحدة فقط.

القتال

القتال في البداية يبدو واعداً، مع ميكانيكيات مثل الطلقات المشحونة واستخدام البيئة للتغلب على الأعداء. لكن سرعان ما تكتشف أن التوازن مفقود. الطلقات المشحونة أقوى من العادية ولا تكلف أكثر، ما يجعل الطلقات العادية بلا قيمة تقريباً. كذلك فإن الأعداء يحتاجون عدداً كبيراً من الضربات للسقوط، مما يحوّل المعارك إلى تكرار ممل بدلاً من تجربة مشوقة.

الأعداء والرعب

الأعداء في Cronos يُعرفون باسم الأيتام (Orphans)، وهم مخلوقات مسخية يمكنها “الاندماج” مع الجثث لتزداد قوة. نظرياً، هذه الفكرة مثيرة وتضيف توتراً كبيراً، لكن في الواقع نادراً ما يحدث الاندماج لأن اللعبة توفر أدوات كثيرة لإيقافه. هذا قلل من تأثير الميكانيكية بشكل ملحوظ.

أما على صعيد الرعب، فالأجواء المظلمة والبيئات الموحشة نجحت في خلق إحساس مستمر بالقلق، لكن اللعبة لم تقدم لحظات رعب حقيقية تُبقي اللاعب في حالة خوف دائم. معظم المواجهات بدت متوقعة ولم تصل إلى مستوى الرعب النفسي أو المفاجآت الصادمة التي اشتهرت بها ألعاب أخرى في نفس النوع.

الرسوميات والصوتيات

• الرسوم جيدة، مع بيئات صناعية مدمرة وأجواء قاتمة تعكس الطابع ما بعد الكارثة.

• المؤثرات الصوتية مقبولة لكنها لم ترق إلى مستوى الألعاب الكبرى، خصوصاً مع غياب عنصر الصوت ثلاثي الأبعاد الغامر.

• بعض المشاهد السينمائية عانت من مشاكل في الإخراج والأنيميشن، ما أضعف من التجربة.

• مشاكل تقنية متكررة، خصوصاً في ذكاء الأعداء الاصطناعي (AI)، حيث بدوا أحياناً بلا استجابة منطقية.

مدة اللعب

تستغرق التجربة ما بين 14 و16 ساعة، وهي مدة مناسبة نسبياً. لكن للأسف، الرتابة تظهر سريعاً مع ضعف القصة وتكرار أسلوب اللعب. بعض اللحظات القوية موجودة، لكن لا تكفي لجعل التجربة بأكملها مثيرة.

الإيجابيات

• أجواء بصرية مبهرة ومخيفة تُحافظ على الإحساس بالتوتر والرعب طوال الوقت.

• أفكار فريدة ومبتكرة في تصميم الأعداء تضيف رهبة أكبر عند حدوثها.

• مستويات مصممة بعناية تستغل البيئة بشكل جيد وتجعل الاستكشاف ممتعًا ومجزياً.

السلبيات

• شخصيات مغلقة يصعب الارتباط بها أو الاهتمام بمصيرها.

• عناصر القتال غير مكتملة وتُضعف التجربة التي يفترض أن تكون أكثر إثارة.

• مشاهد سينمائية باهتة لا تنجح في نقل المشاعر أو التأثير المطلوب.

• مشاكل متنوعة بتصميم اللعبة.

Cronos: The New Dawn لعبة تملك أفكاراً مثيرة مثل السفر عبر الزمن واندماج الأعداء، وتقدم بيئات غامرة تعزز شعور الاستكشاف. لكنها تعاني من قصة سطحية، قتال غير متوازن، ومشاكل تقنية، مما جعلها بعيدة عن مستوى الألعاب التي قورنت بها. عشاق الرعب قد يجدون فيها بعض المتعة، لكن معظم اللاعبين سيعتبرونها تجربة عابرة أكثر من كونها عنواناً لا يُنسى.