لعبة GTA 5 على الحاسوب الشخصي حصلت أخيرًا على تحسينات تتعلق بتقنية تتبع الأشعة، مما جعلها متساوية مع النسخ الحديثة من اللعبة على أجهزة Xbox وPlayStation بعد حوالي ثلاث سنوات من صدورها على هذه الأجهزة.
هذا التحديث يستحق الانتظار فعلاً، حيث تتمتع اللعبة بمستوى مدهش من التوسعة في الرسوميات، بالإضافة إلى إمكانية تفعيل الإضاءة العالمية بتقنية تتبع الأشعة، وهو ما قد يكون تمهيدًا للميزات التي سنراها في لعبة Grand Theft Auto 6 القادمة.
على الرغم من ذلك، يجب أن نكون واقعيين. فـGTA 5 عمرها الآن يقارب الـ12 عامًا، ولذلك هناك حدود لمدى تحسن شكل اللعبة بشكل كبير. النسخة الأصلية كانت مبنية على تقنيات أجهزة Xbox 360 وPlayStation 3، وهو ما لا يزال واضحًا حتى اليوم، حتى في أفضل تجربة على الحاسوب الشخصي.
نماذج الشخصيات وجودة المواد ليست بنفس مستوى الألعاب الحديثة. كما أن GTA 5 تنتمي لحقبة سابقة قبل أن يبدأ مطورو الألعاب في استخدام تقنيات مثل الأنابيب الفنية المعتمدة على الأسس الفيزيائية.
إضافة تتبع الأشعة في الإضاءة العالمية كانت تغييرًا كبيرًا، حيث تحسن بشكل ملحوظ توزيع الضوء في البيئات داخل اللعبة، مما يضيف حياة وحيوية إلى المشهد. الإضاءة المنعكسة والتأثيرات الناتجة عنها تجعل كل شيء يظهر بشكل أكثر واقعية. هذا التحسين جعل الأضواء تنعكس بشكل مميز على الأسطح، مثل النوافذ، بحيث تبدو أكثر دقة وواقعية مقارنة بالإصدارات السابقة.
الميزة الأخرى التي تم تحسينها هي الانعكاسات باستخدام تتبع الأشعة، حيث أصبحت أكثر دقة. تختلف هذه الانعكاسات عن الألعاب الأخرى التي تستخدم تقنية أنابيب رسومية معتمدة على الأسس الفيزيائية، لأن GTA 5 تطبق هذه الانعكاسات على بعض الأسطح فقط التي كانت “لامعة” في النسخة الأصلية.
لكن عند استخدام إعدادات عالية جدًا، تصبح البنية الهندسية الخاصة بتتبع الأشعة أكثر تعقيدًا، مما يجعل التفاصيل أكثر دقة مقارنة بالإصدارات على أجهزة الألعاب. أما بالنسبة لتحسينات الإضاءة العالمية بتقنية تتبع الأشعة، فقد كانت هذه الميزة مصممة بشكل متقن بحيث لا يمكن اعتبارها مجرد إضافة بسيطة.
فقد بذل المطورون الكثير من الجهد لجعلها جزءًا أساسيًا من التجربة، مما يبرز قدرة استوديو Rockstar على الاستفادة من تقنيات حديثة رغم قدم اللعبة. وتحليل الفيديوهات التي تم إصدارها عن لعبة GTA 6 يظهر أن هذه التقنية قد تكون جزءًا من ما سيظهر في الإصدار القادم من اللعبة.
عند مقارنة هذا التحديث بتحديثات الألعاب الأخرى التي حصلت على تقنيات تتبع الأشعة، مثل Dying Light 2 وThe Witcher 3، نجد أن تقنية GTA 5 في تتبع الأشعة أكثر شمولًا وتفصيلًا. على سبيل المثال، التأثيرات الناتجة عن الأضواء المتحركة، مثل أضواء السيارات، تعمل بشكل أكثر استقرارًا ودقة.
بالرغم من هذه التحسينات الرائعة، يتبقى أن نأخذ في اعتبارنا أن GTA 5 ما تزال لعبة قديمة، ولذلك فإن بعض التفاصيل مثل الظلال والانعكاسات تظل تظهر بشكل تقليدي في بعض الأحيان. لكن هذا لا ينقص من قيمة التحسينات، بل يعزز التجربة بشكل عام. وعلى الرغم من الأداء الرائع على أجهزة الحاسوب، فإن هذه التقنية الثقيلة على المعالج قد تحد من إمكانية وصول اللعبة إلى 60 إطارًا في الثانية على الأجهزة المخصصة للألعاب مثل PS5 وXbox.
في النهاية، تبقى GTA 5 مثالًا رائعًا على كيفية استفادة الألعاب القديمة من التحسينات التكنولوجية الحديثة مثل تتبع الأشعة، ما يعطينا لمحة عن المستقبل التقني للعبة Grand Theft Auto 6.
