إحدى أكثر الشركات غموضًا في صناعة الألعاب، Rockstar Games، لا تزال تثير الفضول بشأن أساليبها التسويقية الفريدة، خاصة عند الحديث عن واحدة من أكثر ألعابها المنتظرة GTA 6. ورغم تحفظ الشركة الشديد، إلا أن مطورًا سابقًا في الفريق كشف مؤخرًا عن لمحة نادرة من كواليس صناعة عروض الألعاب الترويجية داخل Rockstar، مشيرًا إلى أن هذه اللحظات تتحول إلى مناسبات استثنائية داخل أروقة الاستوديو.
ديفيد أورايلي، الذي عمل سابقًا على ألعاب مثل GTA 5 وRed Dead Redemption 2 وبعض من محتوى GTA 6، تحدث خلال مقابلة مع بودكاست Kiwi Talkz عن الأجواء الداخلية عندما يكون الاستوديو بصدد إطلاق عرض ترويجي جديد. وقال: “عندما يقترب موعد إطلاق عرض، الجميع يعرف، ويصبح الأمر أولوية قصوى. أي خلل في محتوى العرض يُعتبر بمثابة حالة طوارئ. فجأة يتحول الجميع إلى مهمة واحدة: إصلاح كل شيء يظهر في هذا العرض.”
ورغم أن Rockstar تشتهر بإعلاناتها الصامتة وغير المتوقعة، مثلما حدث مع عرض GTA 6 الثاني الذي نُشر دون سابق إنذار بعد أيام فقط من الإعلان عن تأجيل اللعبة، إلا أن تجهيز هذه العروض لا يقل احترافية عن أي حملة تسويقية ضخمة تقودها شركات أخرى في معارض مثل E3 أو Gamescom. والفرق هنا أن Rockstar تُفضل أن تمتلك اللحظة بالكامل، دون مشاركة الأضواء.
ما كشفه أورايلي يؤكد أن العروض الدعائية لألعاب Rockstar ليست مجرد لقطات مأخوذة من منتج نهائي، بل هي عملية متقنة تبدأ من تحديد الزاوية التي ستقف عندها الكاميرا، ومن ثم يبدأ الفريق بتلميع كل ما يظهر داخل هذا الإطار البصري، في حين قد تظل العناصر خارج هذا النطاق غير مكتملة أو حتى غير موجودة. وهذا يفسر لماذا قد يلاحظ اللاعبون اختلافات بين العرض الدعائي والنسخة النهائية من اللعبة.
وأضاف: “لا يمكنك اعتبار العرض الدعائي كأنه تصوير دقيق للمنتج النهائي. فالشجرة التي تراها في الخلفية قد لا تكون موجودة عند الإطلاق. الشركة تُظهر لك تصورًا لما سيكون عليه العالم، وليس بالضرورة ما هو موجود فعليًا في تلك اللحظة.”
هذا الاعتراف يُسلط الضوء على النقاش المتكرر بين اللاعبين حول “الفروقات بين العروض واللعبة النهائية”، ويعيد توجيه الحديث إلى نقطة جوهرية: العرض الترويجي هو وعد فني، وليس عقدًا تقنيًا.
على عكس صناعة السينما، حيث يتم استخراج العروض من فيلم مكتمل، فإن الألعاب لا تُعرض قبل أن تصل إلى درجة عالية من “الإقناع البصري”. وهو ما يتطلب تعاونًا كبيرًا بين الأقسام المختلفة: الرسوميات، البرمجة، المؤثرات، وحتى اختبار الأخطاء، فقط لإنتاج دقائق قليلة من الفيديو، لكنها تترك أثرًا دائمًا لدى الجمهور.
بالنظر إلى تاريخ Rockstar، من المؤكد أن الشركة تفهم تمامًا كيف تصنع لحظة رقمية لا تُنسى. ومن الواضح أن كل عرض جديد، خاصة في حالة GTA 6، ليس مجرد فيديو دعائي، بل لحظة مدروسة بعناية تُهيمن بها الشركة على النقاش العالمي، حتى لو كان ذلك في يوم عادي من شهر مايو.
ما كشفه أورايلي لا يُقلل من قيمة العروض، بل يمنحنا نظرة واقعية ومثيرة على الجهد الهائل وراء كل ثانية من الإعلان. وربما يكون هذا هو سر Rockstar الحقيقي: أنها تُتقن فن الإبهار في كل مرة، حتى وإن لم تكن قد انتهت من اللعبة بعد.
إقرأ المزيد: أول تسريبات عن هدايا Twitch مع إطلاق GTA 6.. جوائز ضخمة بانتظارك