لعبة Indiana Jones and the Great Circle تثير الجدل بين مستخدمي PS5، ليس بسبب طريقة اللعب أو القصة، بل لحجمها الضخم الذي يصل إلى 125 جيجابايت. هذا الحجم يتجاوز سعة أي قرص Blu-ray عادي يمكنه استيعاب حتى 100 جيجابايت فقط. ورغم أن بعض الشركات تحل هذه المشكلة بإصدار اللعبة على قرصين، إلا أن مايكروسوفت وبيثيسدا قرروا السير في طريق مختلف تمامًا.
النسخة الخاصة بـ PS5 تأتي على قرص واحد فقط يحتوي على 20 جيجابايت من البيانات، والباقي يجب تحميله من الإنترنت. هذا يعني أنك إذا اشتريت النسخة الفيزيائية وأردت اللعب بدون اتصال، فلن تتمكن من تشغيل أي شيء. ستظهر لك رسالة تطلب منك الاتصال بالإنترنت لتنزيل باقي اللعبة.
هذا الأمر يسبب قلق كبير لمحبي الألعاب الفيزيائية، لأن الهدف منها هو امتلاك نسخة دائمة يمكن تشغيلها في أي وقت دون الاعتماد على الإنترنت. وإذا تم إيقاف خوادم سوني مستقبلًا، ستصبح اللعبة بلا فائدة تامة، حتى وإن كنت تملك القرص الأصلي.
من غير الواضح لماذا لم يتم تضمين المزيد من محتوى اللعبة على القرص، خصوصًا وأن المساحة المتاحة يمكن أن تستوعب على الأقل 80 جيجابايت إضافية. مما يجعل الحاجة لتحميل أكثر من 100 جيجابايت أمراً غير مبرر تقنيًا.
تصرف مايكروسوفت وبيثيسدا يعكس استهانة بتجربة المستخدم الذي اختار شراء نسخة فيزيائية لتجنب التنزيلات الكبيرة أو لضمان امتلاك اللعبة حتى بعد سنوات. لكنهم بدلاً من تقديم حل يحترم هذا الخيار، جعلوا النسخة الفيزيائية مجرد واجهة فارغة تحتاج إلى الإنترنت لتعمل.
الانتقادات بدأت تتصاعد، ليس فقط بسبب المساحة، بل لأن هذا التوجه يهدد مفهوم “ملكية الألعاب”. اللاعب الذي يدفع ثمن لعبة على قرص يتوقع أن يتمكن من تشغيلها متى شاء، وليس فقط عندما تكون الخوادم متاحة.
المجتمع بدأ يطالب بمزيد من الشفافية من الشركات، خصوصًا في ما يتعلق بمحتوى الأقراص واحتياجات الإنترنت. فالألعاب أصبحت ضخمة، صحيح، لكن اللاعبين لا يجب أن يتحملوا نتيجة قرارات تجارية لا تأخذ تجربتهم بعين الاعتبار.
الحديث الآن ليس فقط عن Indiana Jones and the Great Circle، بل عن مستقبل الألعاب الفيزيائية ككل. هل ستبقى موجودة؟ وهل ستظل تحمل نفس القيمة التي عرفناها؟ أم أنها تتحول تدريجيًا إلى مجرد وسيلة تثبيت تتطلب الإنترنت لتعمل؟ هذه أسئلة أصبحت تفرض نفسها بقوة على الساحة.
المزيد من الأخبار: