أظهرت التقارير المالية الأخيرة لشركة سوني للربع الأول من عام 2025 تحولًا ملحوظًا في استراتيجية بلايستيشن، مع تراجع إيرادات مبيعات الألعاب الفيزيائية لصالح قسم جديد نسبيًا يعرف باسم “برمجيات أخرى”. هذا القسم يشمل مبيعات الألعاب الحصرية على الحاسب ومنصات غير بلايستيشن، إضافة إلى المحتوى الإضافي والعمليات الشرائية داخل الألعاب.
الأرقام أوضحت أن مبيعات هذا القسم تفوقت على مبيعات الألعاب الفيزيائية للمرة الأولى، حيث سجلت سوني إيرادات قدرها 175 مليون دولار من “برمجيات أخرى”، مقابل 157 مليون دولار فقط من مبيعات الألعاب الفيزيائية. هذا التغير يعكس التأثير المتزايد للمبيعات الرقمية، خاصة مع اعتماد الحاسب الشخصي على التوزيع الرقمي بالكامل تقريبًا.
التحول نحو هذه الاستراتيجية لم يكن مفاجئًا، إذ تعمل سوني منذ سنوات على توسيع انتشار ألعابها خارج منصة بلايستيشن، سواء عبر إصدارات الحاسب الشخصي أو حتى منصات منافسة مثل Nintendo Switch، الذي شهد إطلاق لعبة Lego Horizon Adventures.
تقرير سوني أشار إلى أن “برمجيات أخرى” تضم الآن كتالوجًا كاملاً من ألعاب PlayStation Studios وPlayStation Publishing على ستيم، ويشمل ذلك 23 لعبة حتى الآن. هذه الخطوة تمثل تغيرًا في فلسفة الشركة، حيث لم تعد تركز فقط على بيع الأجهزة، بل أصبحت تهتم أكثر بعدد المستخدمين النشطين شهريًا وبناء مجتمع لاعبين واسع.
التحول الرقمي انعكس بشكل واضح خلال موسم الأعياد لعام 2024، إذ تراجعت مبيعات الألعاب الفيزيائية إلى 291 مليون دولار فقط، وهو أدنى رقم لهذه الفترة منذ سنوات. في المقابل، ارتفعت الإيرادات الرقمية بدعم من نجاحات على الحاسب، مثل إطلاق Death Stranding 2، وأداء قوي لعناوين أخرى عبر المنصات المختلفة.
هذا التوجه يتماشى مع توجهات السوق، إذ شهدت صناعة الألعاب خلال العقد الأخير تراجعًا مستمرًا في مبيعات النسخ الفيزيائية لصالح النسخ الرقمية، بفضل سهولة الوصول والتوزيع عبر الإنترنت، إضافة إلى انتشار الخدمات السحابية وخدمات الاشتراك.
إلى جانب ذلك، تستعد سوني لتعزيز استراتيجيتها متعددة المنصات عبر السماح لمطورين مثل Arrowhead بإصدار ألعابهم على أجهزة إكس بوكس، كما هو الحال مع لعبة Helldivers 2، التي ستنضم إلى قائمة الألعاب التي تنشرها بلايستيشن على المنصة المنافسة، مثل Destiny 2 وMLB The Show، ولاحقًا Marathon.
هذه التحركات تشير بوضوح إلى أن بلايستيشن لم تعد ترى نفسها مقيدة بعالم الأجهزة المغلقة، بل أصبحت تطمح لتوسيع نطاق انتشار علامتها التجارية وألعابها إلى أكبر عدد ممكن من اللاعبين حول العالم. وبالنظر إلى أرقام المبيعات، يبدو أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج إيجابية، وتمنح سوني مصادر دخل أكثر تنوعًا وأقل اعتمادًا على مبيعات الأجهزة.
ورغم أن بلايستيشن حققت حتى الآن مبيعات تجاوزت 80.3 مليون جهاز PS5، وهو رقم يقترب من أداء PS4 في نفس الفترة من عمره، فإن الأرقام الأخيرة تثبت أن المستقبل بالنسبة لسوني لا يكمن فقط في بيع المزيد من الأجهزة، بل في بناء نظام بيئي شامل يمتد عبر منصات متعددة ويعتمد على قوة العناوين الحصرية وقدرتها على جذب اللاعبين أينما كانوا.
إقرأ المزيد: لعبة Xbox حصرية تصل إلى بلايستيشن بعد 3 سنوات من الانتظار
