في عام 2006، كان جهاز PlayStation 3 يمثل قفزة تقنية مذهلة، ولم تكتفي سوني وقتها بطرح جهاز قوي لتشغيل الألعاب، بل قدمت ميزة غير مسبوقة: إمكانية تثبيت نظام لينكس كنظام تشغيل ثانوي، مما حوّل الجهاز إلى حاسوب منزلي متكامل يتيح الوصول إلى أكثر من ألف تطبيق. خطوة جريئة جذبت اهتمام المطورين والمهتمين بالتقنية حول العالم.
لكن في عام 2010، أصدرت سوني التحديث 3.21 الذي أزال فجأة دعم نظام لينكس بالكامل، مبررة القرار بأنه يهدف إلى “تحسين أمان النظام” مع التأكيد أن اللاعبين ما زالوا قادرين على الاستمتاع بمكتبة الألعاب والمحتوى الترفيهي. إلا أن هذا القرار لم يمر مرور الكرام.
لاعب يقرر مقاضاة سوني
أثار التحديث موجة غضب واسعة، خاصة من لاعب يُدعى أنتوني فينتورا، الذي قرر رفع دعوى قضائية جماعية ضد سوني، متهمًا الشركة بأنها أزالت الميزة “لحماية مصالحها الخاصة على حساب العملاء” بحذف نظام لينكس في جهاز PlayStation 3.
رغم أن المحكمة رفضت الدعوى في البداية عام 2011 بحجة أن الميزة لا تزال متاحة لمن لا يُحدّث النظام، فإن القضية عادت إلى الواجهة مجددًا في عام 2014 بعد الاستئناف.
تعويض ضخم بعد سنوات
بعد معركة قانونية طويلة استمرت سنوات، وافقت سوني في النهاية على تسوية ودفع تعويضات للمستخدمين المتضررين. فمن استطاع إثبات أنه استخدم نظام لينكس على جهاز PlayStation 3 حصل على 55 دولارًا، بينما حصل من اشترى الجهاز بنية استخدام الميزة ولم يفعل على 9 دولارات كتعويض عن “القيمة المفقودة”.
ورغم أن هذه المبالغ تبدو بسيطة، إلا أنها تحولت إلى فاتورة هائلة نظرًا لعدد الأجهزة المتأثرة. فمع أكثر من 10 ملايين مستخدم محتمل، وصلت التكلفة القصوى التي كانت سوني معرضة لتحملها إلى نحو 550 مليون دولار أمريكي، في واحدة من أغلى النزاعات القضائية بتاريخ الشركة.
إقرأ المزيد: إنفيديا تطلق خوادم RTX 5080 SuperPOD عالميًا: ثورة في ألعاب السحابة مع DLSS 4 وجودة سينمائية
